عشائر بنو ظفر (الظفير)
بنو ظفر بطن كبير من قبائلاليمن القديمة، عرفوا بعراقة النسب ، ولهم جذورهم التاريخية ومكانتهم المعروفة بينالعشائر والقبائل ، ولقد تجسدت فيهم كل الصفات الحميدة من كرم وشجاعة وشهامة عربيةأصيلة.
ولقد روى عنهم النسابونوالمحققون كثيراً ، فلقد قال فيهم عمر رضا كحالة في كتابه معجم قبائل العرب ج2 ص665 بأن ظفر من يقطناحدى قرى لحج في شبه الجزيرة العربية وكذلك يقول بأن بني ظفر بن الحارث من قيسعيلان العدنانية وينسبهم أيضاً بأنهم بطن من بني ظفر بن الخزرج من الأزد القحطانيةوهم بنو ظفر وهو كعب بن الخزرج الأصغر بن عمرو بن مالك بن الأوس القحطانية.
حيث يقول: ظفير كما ذكرهمالحمداني في عرب برية الحجاز وعدهم من احلاف مرة من عرب الشام ولم ينسبهم فيقبيلة.
وقال أيضاً: إن الظفير عشيرةلم تنسب الى قبيلة وتقع منازلها في طول الظفير في المنطقة المحايدة بين العراقوالسعودية وفي أطرافها ، وهي لا تتقيد بهذه المنطقة أو سواها فلا تلبث أن تشداليها الرحال في ارتياد الكلأ والخصب، ولهذه العشيرة علاقة كبيرة بلوائي المنتفكوالديوانية، وكثيراً ما يقضي أفرادها موسم الصيف في أرياف اللوائين وتقسم هذهالعشيرة الى قسمين كبيرين هما البطون والصمدة ، وذلك يقول بأنهم من بني لامبالحجاز كانت منازلهم بالقرب من المدينة المنورة.
وقد ذكرهم العزاوي في كتابهعشائر العراق ج1 ص215 بأنهم من أشهر قبائل نجد والعراق، والقسم الكبير منهايتجول في الجانب الغربي من الفرات بين الزبير وأنحاء السماوة، ولها مكانتهاالمعروفة، ومضى لها دور لا يستهان به أيام ورودها العراق في أول القرن الثالث عشرالهجري، جاءت من نجد الى العراق، يشملها هذا الاسم مع تباين في النسب والجد، وهمفي الأصل على ما هو معروف قبائل متعددة تضافرت وكونت مجموعة تمكنت من المحافظة علىكيانها، والتزام الوفاق بما يعود لها من بسط سطوتها بحيث صارت قوة كبيرة يخشىصولتها، ومثلها عندنا (قبيلة المجمع) متألفة من عدة قبائل، أو فروع من قبائلمتعددة، واليوم لا تزال الظفير تعد من القبائل البدوية المعروفة وإن كان قد مالبعض منها الى الأرياف..
كتب صاحب عنوان المجد الظفيربالظاء، ولما كان لفظه عامياً فلا يعول على تلفظه في ضبط الكلمة دون تنبيه ونرى فيهذه الأيام أن ذكرها قد جاء في كتب حديثة أخرى بالظاء أيضاً متابعة لما جاء في عنوانالمجد والتضافر والتساند المعروف عنهم يؤيد كتابة القبيلة بالضاد..
وجاء في كتاب نهاية الأرب/للقلقشندي ص302 عن هذه القبيلة: أنها تحت إمرة آلفضل من طيء، وعدهم الحمداني من عرب برية الحجاز من احلاف آل فضل والمعنى واحد، ولايعرف بالتحقيق تاريخ هذا التضافر والتساند، وإن المدونات التاريخية لم تعين ذلكولم تكشف ما يرفع اللبس عنه، وعلى كل الالفة الطويلة والتماسك القديم أدى الى أنيكونوا قبيلة واحدة، ومن المقطوع به ان كل قسم من قبائلها يرجع الى أصله المنسوباليه والمحفوظ عنده وكذا المعروف عند المجاورين.. وإن تشتت الآراء في أصل نسبهمناجم من اختلاف فروعهم وعدم التمكن من ارجاعها الى أصل واحد من جهة أنهم متآلفونمن قبائل متعددة، وكان الأولى أن يعين كل فرع وما يمت اليه من قبيلة معروفة..
وقد ذكرهم مؤرخون عديدون وجاءعنهم في عشائر العرب للبسام ما نصه:-
( ومنهم – من عشائر نجد – الظفير المشهورون، و السكماة المذكورون ذو التقلبكتقلب الفلك، والتنقل من ملك الى ملك ، يحمون نزيلهم، ويضفون جميلهم، حمدهم سائر،وفخرهم شاهر، وفضائلهم لا تحصى، ومحامدهم لا تستقصى... ولم تكن لهم علاقة سابقةبالعراق ، ولا جرى لهم ذكر في تواريخنا الى ظهور (آل سعود) وحينئذ عرفوا بمناصبتهمالعداء لهم، ووقوع الحروب الدموية حتى مالوا الى العراق بعد أن رأوا التنكيلالمرّ، والتدمير القاهر..
وقال في مطالع السعود:-
( وسمعت ممن أثق به أنهم من بني سليم، فإن صح ما ذكره كانوا عرانين، أباةالضيم، فقد كان يقال اذا كنت من تميم ففاخر بحنظلة، و كاثر بسعد،وحارب بعمرو، وإذاكنت من قيس ففاخر بغطفان، وكاثر بهوزان، وحارب بسليم)(1) . وقال الحيدري:-
( من أعظم عشائر العراق الظفير، وهم قبائل كثيرة يبلغون ثلاثين ألفاً فأكثرومنهم بنو حسين من الأشراف ومنزلهم في منازل المنتفك من نجد والبصرة). ومن هذا نعلم درجة قربى بعضأقسامهم الى عدوان التي تدعي أنها من الظفير وهي قبيلة معروفة، ذكرها صاحب (شرقيالأردن) وعدد فروعها(2) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مطالع السعود ص136. (2) شرقي الأردن ص166و 215 و 268. ولا يبعد أن يتجول هؤلاء الظفير في طول الجزيرةوعرضها، وأن يتركوا قسماً منهم في مواطن نائية، والظاهر أن بعض فروع عدوان عاشت معالظفير.
وعدوان هذه من القبائل القيسيةذكرها في كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد(1).
وحياتهم في غالبها في تجول وتنقل مستمرين فقدنراهم في أنحاء البصرة مرة، كما نشاهدهم في أطراف سنجار مرة أخرى، وهكذا في شرقيالأردن وفي الحجاز ونجد.. ولامحل هنا لذكر وقائعهم قبل ورودهم العراق وعلاقاتهم وحوادثهم بالشرفاء في الحجازوبإبن سعود، أو ما جرى من حروب مع أمراء آل حميد من بني خالد في أنحاء الاحساء-فهذا يطول بنا كثيراً ، ووقائعهم عديدة.
كانتلهم واقعة مع الفضول في سنة 1108هـ - 1697م وكان رئيسهم حينئذٍ سلامة ابن مرشد بنسويط وهكذا لم يخلوا في وقت من غزو وحرب وكل وقائعهم قبائلية ذكر غالبها صاحب(عنوان المجد في تاريخ نجد) وكلها متماثلة تقريباً في وضعها وشكلها...
وتفصيل وقائعهم في العراق من حين ورودهم اليه كان له قيمة خاصة.. وهو مذكورفي تاريخ العراق ويهمنا أن نقول هنا أن نزوحهم كان بسبب وقائعهم مع آل سعود كمامرت الإشارة، وذلك أنه كانت قبائل الظفير كسائر القبائل مستقلة بنفسها تغزو منأرادت، وتحالف، وتتجول.. ولما تأسست حكومة آل سعود في نجد انقادت لها ولم تقدر علىمقاومتها فأذعنت بالطاعة.. وكان سعود أمير نجد قد قصد الشمال في ذي القعدة لسنة1219هـ- 1805م.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1)عنوان المجد في تاريخ نجد ص161. وكان قبيل ذلك قد حدث بين قبيلة مطيروالظفير بعض القتال ، فقتل من مطير أحد رؤسائهم من الدوشان، وقتل من الظفير مسلطبن الشابوش بن عفنان (ومن فروعهم العفنان فخذ يسمى بإسمه) فأرسل اليهم سعود وهو فيالدرعية فأصلح بينهم وكف بعضهم عن بعض، وتوعد من اعتدى منهم على الآخر، فلما سارسعود في هذه الغزوة اجتاز بقبائل الظفير وهم في الدهنا ، من جهة (لينه) الماءالمعروف، فأمرهم أن ينفروا معه غزاة فنفر معه شرذمة رئيسهم الشابوش بن عفنان،فاستقل سعود غزوهم فانتهر الشابوش وغضب عليه، فقال أنهم عصوني وهم يريدون المسيرلقتال مطير، وكان سعود شرب من لينه ومال منها يريد العراق فحرف الجيوش اليهم وشنعليهم الغارة وأمر فيهم بالقتل والنهب، ثم بعد ذلك أعتق غالبهم من القتل وقتل منعامة الظفير قتلى كثيرة من كل قبيلة وأخذ جميع أموالهم من الابل والخيل والغنم والحلل و الأمتاع والأزواد، ولم ينج منهم إلا الشريد من أقاصيهم وتفرقوا.. فمنهم منهرب الى المنتفق، ومنهم من فرّ الى جزيرة بين النهرين، وبعضهم هثلوا في نجد.
هذاوكان قد حدث من عربان الظفير حوادث أخرى عديدة علمها الأمير سعود منهم من تضييعبعض فرائض الدين، و ايواء المحدثين وتوهيلهم وأضافتهم وأتاهم غزو من قبائل الشمالفأغاروا على نجد واجتازوا بالظفير فأضافوهم ، وذكر لسعود أن أناساً منهم يغزون معأعدائه على قبائلهم...
كلهذا كان منهم وعلمه سعود، وإن الحادث الأخير قريّ الشيهة فيهم، وجعله يقطع في صحةما نسب اليهم فكان ما كان.. وهذا سبب نزوحهم الى العراق في هذه السنة وهي سنة1219هـ (1) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عنوان المجد في تاريخ نجد . وبعدأن جاءوا العراق ضبطت وقائعهم، وعرفت حوادثهم مع الحكومة، ومن وقائعهم في العراقأنهم في سنة (1220هـ ـ 1806م) كان غزو منهم برئاسة روخي بن خلاف السعدي الظفيري،وراشد بن فهد بن عبد الله السليمان بن سويط، ومناع الضويحي رؤساء ظفير،وأكثر هذاالغزو منهم ومن رؤسائهم وهم في الموضع المعروف بـ(فليج) في الباطن قرب الحفرفصادفتهم سرية من جيش سعود فأستأصلتهم تقريباً ولم يسلم منهم إلا الشريد(1)...
وفيهذه الحادثة وبعدها لم يبق أمل لهذه القبيلة في مقارعة آل سعود... وتعد خاتمةالوقائع في الانتقام منهم، والحكومة العثمانية بطولها وعرضها، وقوة جيشها وجمهرةقبائلها.. لم تتمكن من آل سعود فكيف بالقبيلة الواحدة وعلى كل حال هذه حاسمةالوقائع بينهم وبين آل سعود.
وفيسنة 1224هـ ـ 1810م حدثت للظفير وعنزة حادثة مع شمّر وأمدّ الوزير سليمان باشاقبيلة شمّر ولكن انتصر الظفير وعنزة على شمّر وعلى الجيوش...
وقالالمؤرخ الشهير سليمان فائق بن الحاج طالب كهية في تاريخ المماليك عن هذه القبيلةبعد ورودها العراق ما نصه:-
( هذهالقبيلة من القبائل النجدية العظمى، أرادت أن لا تنقاد الى آل سعود باداء الزكاةعلى أنعامها، وأن لا يسيطر عليها أحد فيما ترتكبه من الجرائر والمفاسد ففروا منسلطة الوهابيين وجاءوا الى الخطة العراقية... وقدشوقهم على المجيء امراء المنتفك كسائر من تمكنوا من جلبه لجانبهم بقصد التقليل منصورة الوهابيين وتقوية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1)عنوان المجد / ج1/ ص 134. جهتهم و اعزازها بامثال هؤلاء مبدين لولاة بغدادصلاح ذلك وإنهم قاموا بخدمة مهمة في تزييد قوتهم ومكانتهم واعتزاز عشائرهم... أظهروا ذلك وحسنوه للوزراء والحال أن هؤلاء إنما رحبوا بهم وقبلوا دخالتهملأغراض اخرى غير هذه ، وذلك أنهم أضمروا أيضاً أن يستخدموهم على حكومة بغدادفأمّنوا صولة الوهابيين في الظاهر وعادية الوزراء في الباطن الا إن الوزراء لميطلعوا على هذه الجهة فعدوا ذلك منهم مفخرة وخدمة جلى .. ولذا نالوا كل اعزازوتكريم لما قاموا به...!
كانت هذه القبيلة قد مضت الىاورفة، وإن الوزير سليمان باشا عزم على التنكيل بها ولكنه عاد بالخيبة ولم ينلمطلوبه بل أن هذه الحركة منه بفيلق عظيم وتجاوزه حدود ايالة بغداد وتدخله في شؤونايالة أخرى دون استئذان من حكومته مما أسخط عليه رجال الدولة...)(1).
وعلى كل حال ان تاريخ نزوحهذه القبيلة الى العراق قد عرف بالوجه المشروح وتعين بصورة واضحة، ولا يخلو من بعضالمقدمات، إلا ان مؤرخنا سليمان فائق تحامل على أوضاع هذه القبيلة ، واتصالهابأمراء المنتفك من جهة أطراد الوقائع، ومن حدوث وقائع مستقلة قد فسرها تفسيراً لايحلم به البدوي، والحالة الراهنة هي التي تدعو ، والتفسير حدث بعد الوقوع لابالوجه المنوي أو المتفق عليه..
وقائعهم معروفة، ومدونة فيتاريخ العراق، والملحوظ ان هذه القبيلة لا ترغب أن تحافظ على نظام بل من مصلحتهاأن تشوش كما يفهم من تاريخها الى عهد آل سعود، ولما قضى هؤلاء على عوائد كثيرةكلها حرب وغزو مالوا الى العراق..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1) تاريخ الكولات/ ص15. وهذه القبيلة تتألف من فروع كلمنها ينتسب الى قبيلة ، ذلك ما دعا الى أن تضطرب كلمة النسابة فيهم.. والصواب أننسب كل فرق معروف ومعترف به و النبز لا يعول عليه.. وإنما يذكر كحادث أدبي كماينقل عن جرير وغيره في مهاجاتهم...وفرقهم : البطون و الصمدة.
ومن راجع تاريخ هذه القبيلةووقائعها مع الحكومة ومع القبائل الاخرى علم درجة نشاطها وقوة تجولها، وهي فيأوضاعها القبائلية من أذكى العرب وأنشطهم.. كابدت وجالدت لتعيش عيشة راضية فلمتفلح، ولا تزال في عناء وضعف.. لم يطلب لها القرار في موطن، ولا تزال على بداوتهاإلا قليلاً وشهرتها في الكرم والشجاعة والإباء معروفة.
اما ما ذكره العامري فيهم فيكتابه موسوعة العشائر العراقية ج5 ص115 بأنهم من العشائر التي نزحت فياوائل القرن الثالث عشر الهجري من نجد الى العراق ، وهي عشيرة واسعة لها فروعهاوأفخاذها العديدة وأن القسم الاكبر منها ينتقل في الجانب الغربي من نهر الفرات مابين أنحاء محافظة المثنى والزبير.
وهم كما تشير بعض المصادرمجموعة من العشائر تضافرت وتماسكت وانصهرت في كيان واحد، ولعشيرة الظفير نزاعاتهاومعاركها الكثيرة مع أسرة آل سعود في نجد والحجاز قبل هجرتها الى العراق وكان لهمحضورهم الواسع في منازل (المنتفك) الناصرية وفي اطراف (سنجار) ولها أكثر من نخوة،وكل فرع من فروعها يدّعي انتماءه لعشيرة من العشائر.
فعشيرة الظفير كبيرة وتأريخها حافل بالكثير من الوقائع والمآثر، وفيهاالكثير من الرجال الأشداء، وهي عشيرة بدوية الجذور ولها مكانتها البارزة بينالعشائر كافة، كما أن لها القيم الكريمة في الضيافة والجود والفروسية، وكان أمراء(المنتفك) يرحبون بهم ويشوقونهم الى المجيء بأعداد غفيرة.
وإنكل المصادر التاريخية تشيد بهذه العشيرة العربية الكبيرة التي طوت عشرات السنين منترحالها ونزولها .. ومن فروعهم : عشيرة البطون ، وعشيرة الصمدة ، ومن فروعهم : (بنو حسين ، آل سعيد ، بنو خالد، آل كثير، آل طلوح، آل سويط، آل سلطان، آل مذعر،الحولة، البطاح، العفتان، الضويحي، الرسمي، و آل عدوان) .
أماما ورد في نهاية الأرب للقلقشندي ص302 بأن بني ظفر من بني لام من عربالحجاز من العرب العدنانية وهم بني ظفر أيضاً بن الحارث بن بهتة ويقال أن هؤلاءبنو ظفر من الانصار ، وقال أيضاً أن بنو ظفر بطن من بني نبيت من الأوس القحطانيةوهم بنو ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الاوس ، ومنهم الصحابي الجليل قتادة بنالنعمان الظفري الانصاري وهو قتادة بن النعمان بن عامر بن سواد بن ظفر بن الخزرجبن عمرو بن مالك بن الأوس الانصاري الأوسي ثم الظفري يكنى أبا عمرو وقيل أبو عبدالله ، وهو أخو أبي سعيد الخدري لأمه ، شهد العقبة وبدر وأحد والمشاهد كلها معالنبي (ص) وأصيبت عينه، يوم بدر، وقيل: يوم أحد ، وقيل : يوم الخندق.
وقالأبو عمر: أصح، والله أعلم ، إن عين قتادة أصيبت يوم أحد فردها رسول الله (ص) فكانتأحسن عينيه، ورأى جبريل مع النبي (ص) في صورة دحية ال.ي الصحابي.
وروىالأصمعي، عن أبي معشر المدني قال: وفد أبو بكر ابن محمد بن عمرو بنحزم بديون أهل المدينة إلى عُمر بن عبد العزيز رجلاً من ولد قتادة بن النعمانالظفري، فلما قدم عليه قال: ممن الرجل فقال: (الطويل)
أنا إبن الذي سالت على الخد عينه فَردّت بكف المصطفى أحسن الردِّفعادت كما كانت لأول امــــرها فيا حُسن ما عَين ويا حُسن ماردِّفقال عمر بن عبد العزيز: (البسيط)تِلك الـمَكارمُ لآقَعْبَانُ مــن لبنٍ شِـــيباً بمـــاءٍ فعَادَا بعدُ أبـوَالاًوكان قتادة بن النعمان الظفري من فضلاء الصحابة،وكانت معه راية بني ظفر يوم الفتح. وقتادة هذا هو جد عاصم بن عمرو بن قتادة المحدث النسابة، أكثر محمد بن اسحاقالرواية عنه، توفي قتادة بن النعمان الظفري سنة 23هـ ، وهو ابن خمسة وستين سنةصلّى عليه عمر بن الخطاب ونزله في قبره أبي سعيد الخدري ومحمد بن سلمة الأنصاريالاوسي.
ولقدذكرهم ابن السائب ال.ي في كتابه نسب معد واليمن الكبير ص381 وكذلك في جمهرة انسابالعرب لإبن حزم الأندلسي ص322 بأن (بنو ظفر) هم بنو عمرو بن مالك بن الاوس ، ولدعمرو بن مالك بن الأوس الخزرج وعامراً وولد الخزرج بن عمرو كعباً، وهو ظفر (بطن) ،فولد ظفر كعب بن الخزرج مراً، ومنهم قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفرشاعر الأوس ، ومنهم ثابت بن قيس بن الخطيم الاوسي صحابي شهد المشاهد كلها معالرسول (ص) وجرح اثنا عشر جرحاً واستعمله الإمام علي (ع) على المدائن حيث عاش فيخلافة معاوية ، والذي كان معاوية يتقي مكانته ، ومنهم برذع بن النعمان بن زيد بنعامر بن سواد الشاعر، ورفاعة بن زيد بن عامر بن سواد الذي سرق درعه أبيرق الظفري ،ومنهم قتادة بن النعمان بن زيد شهد بدراً والعقبة ، ومنهم عاصم بن عمرو بن قتادةبن النعمان الاوسي الانصاري، أبو عمر المدني ثقة عالم بالمغازي من الربعة مات بعدالعشرين والمائة، ومنهم عبيد بن أوس بن مالك بن سواد الذي يدعى مقرناً لأنه كانيقرن الأسرى يوم بدر مع رسول الله (ص) وهو الذي أسّر العباس بن عبد المطلب وعقيلبن أبي طالب، ومنهم يزيد بن قيس بن الخطيم قتل يوم الجسر، قتلته الأعاجم ، ومنهمخالد بن ثابت بن النعمان بن حارث بن عبد رزاح بن ظفر قتل يوم مؤتة مع جعفر بن أبي طالب(ع) ، ومنهم نصر بن عبد رزاح بن ظفر شهد بدراً ، ومنهم لبيد بن سهل بن الحارث بنعروة بن عبد رزاح وهو بدري فاضل وهو الذي أتهم بالدرع وهو بريء، ومنهم الحارث بنعمر بن حارثة بن هيتم بن ظفر وابنه بشر بن ابيرق الشاعر، ومنهم معتب بن عبيد بنسواد بن هيتم شهد بدراً، وعدي بن ثابت بن قيس بن الخطيم الذي يحدث عنه وهو ثقة منالرابعة مات سنة 126هـ.
ومنهم محمد بن محمد بن محمود ولد في بغداد في قنطرة الانصار، مات سنة255هـ.ومنهم يونس بن محمد بن أنس بن فضالة الظفري وله صحبة، ومنهم ادريس بن محمدبن يونس الظفري أبو محمد الذي ترجع اليه سلالة عشيرة الدريسات الظفرية.
الاستنتاج:- نستنتج مما ورد أعلاه عن ما قاله المؤرخون والنسابون في قبيلة بنو ظفر(الظفير) التي هي احدى بطون الأوس الكبرى منذ عصر الجاهلية بأنهم من بني ظفر أحدىبطون الأوس الكبرى وليس الظفير وأسمه كعب بن الخزرج بن عمرو ابن مالك بن الأوس،وهم بطن من بني النبّيت بن مالك بن زيد ابن كهلان بن سبأ من العرب القحطانيةوأعلامهم في عصر الجاهلية و صدر الرسالة الإسلامية كثيرون ومنهم الصحابي الجليلقتادة بن النعمان الظفري، ومن مشاهير الشجعان ومن صحابة الرسول الأعظم (ص) وهوحامل راية بني ظفر يوم فتح مكة.
فبنوظفر أو الظفير كما يدعي بعض النسابين هم بطن كبير من الأوس من القحطانية منازلهمبالشام والجزيرة العربية، وهذا ما جاء مغايراً لصحة ما جاء لبعض المؤرخينوالنسابين بأن الظفير مزيج من عشائر تضافرت وتماسكت في قبيلة واحدة، وأن بعضالنسابين ينسبهم الى بني سليم الذين سكنوا بلاد أفريقيا وأصبحوا من عرب الطبقةالرابعة أي العرب.......؟ كما جاء في كتاب ابن خلدون المجلد السادس ،فهم بطن كبيرمن الأوس متشعب القبائل ولهم لمحات تاريخية مضيئة في تاريخ البشرية فهم الذينتركوا بصمات ولائهم للرسول الأعظم (ص) وسطروا أعظم ملاحم البطولة والفداء للذود عنحياض الدين الاسلامي الحنيف ، فمنهم صحابة اجلاء وقادة عظام دخلوا العراق وجالواالبلاد الاسلامية بفتوحاتهم فمنهم من حدث في بغداد ومنهم من حكم الكوفة وواسطوالمدائن ، ومنهم من ولي القضاء.
وأخيراً نقول بأن الاعتزاز بالعشيرة واحترام ضوابطها وجذورها التاريخيةوعدم الإخلال بأعرافها يدفعه الى تجنب كل الامور التي من شأنها أن تخدش شرف وسمعةالنسب ، ومن خطبة للرسول المصطفى (ص) بهذا المعنى ( خيركم المدافع عن عشيرته ما لميؤثم ) ...
ومن العشائرالتي تعود الى بنو ظفر (الظفير) هي عشيرة الدريسات وعشيرة الحولة وعشيرة الضويحي وعشيرة آل بو صيبعة، وآل بو محمد والجورانيين.
سلالة عشائر الظفير عشيرة آل بو محمد،عشيرة الجورانية،عشيرة الدبيسات،
عشيرة الدريسات، عشيرة المناصير، آل بو أصيبعة،
عشيرة الحولة،والضويحي، وآل بو صوايا.
((سلاله سلامه بن سوط الظفيري))
((هم :عشيرة الحولة والضويحي وال بوصويا وال بوصبيعة والجورانية))
المصادر:-1- جمهرة أنساب العرب / ابن حزم الأندلسي / ص322.2- نسب معد واليمن الكبير/ السائب ال.ي / ص381.3- عشائر العراق / العزاوي /ج1 / ص295.4- نهاية الأرب / القلقشندي / ص302.5- الأنساب / السمعاني /ج4/ صتاريخبغداد/ ج13/ ص 80
الدررالكامنة1506
الاستيعاب/ ج4/ ص1493
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
معجم الاوسي من كتاب
((لكشف حقيقة انساب القبائل واصولها))
كتب هذا البحث
الباحث والمستشار
في شؤون العشائر العراقية والعربية
أمير قبيلة الوس والخزرج