احمدبن عجيل بن صويط مؤسس شبكات ومواقع السادة الاشراف الياسر
نقاط : 1141845
تاريخ التسجيل : 21/01/2009
العمر : 44
الدولة : الكويت
الهوايات : بحث بتاريخ الانساب
العمل : مؤرخ ونسابة محقق بتاريخ الانساب / مؤسس شبكات ومواقع الساده الاشراف الياسر
القبيلة : السادة السويط
المزاج : مستقل
الموقع : موقع الساده الاشراف الياسر
عدد المساهمات : 495
الشعبية : 6
| موضوع: قبيله الفقرا من عنزه (دراسه استشارقيه) الأحد يونيو 03, 2012 3:58 pm | |
| حظيت قبيلة عنزة بنصيب وافر من دراسات المستشرقين الاجانب ، وتعود اهمية قبيلة عنزة كونها نموذج لقبيلة عربية قحة كثيرة العدد تتمسك بعاداتها العربية الاصيلة ولذلك كانت تعتبر نموذجاً لسلالة عربية عدنانية شمالية ، لذلك كان اكثر علماء الانثربولوجيا والمهتمين بدراسة الشرق وحضاراته ولغاته يعتبرون قبيلة عنزة الوائلية النموذج الشرقي العربي الباقي على صورة العرب القدامى قبل البعثة النبوية ، ومن افضل الدراسات في هذا الجانب ماقام به الرحالة الدينماركي نيبور منذ سنة 1772م وبوركهادر السويسري منذ سنة 1795 الى سنة 1830 ، حيث ركز بوركهارد على دراسة انتشار المذهب السلفي وتاثيره على القبائل في زمنه مركزاً نظره على قبيلة عنزة الوائلية ، معتبراً اياها مقياس ونموذج لبقية قبائل العرب التي كتب عنها ملاحظاته ..وبالنظر لقبيلة عنزة وكونها اكبر قبائل العرب عددا وبطوناً فقد قام العديد من الباحثين بدراسة بعض من قبائلها على وجه التخصيص ، مثل تلك الدراسة التي نشرها المستشرق التشيكي موزل عن قبائل الرولة وغيرها من الدراسات عن قبائل العمارات ، ومنها هذه الدراسة الفرنسية عن قبيلة الفقرا والتي لم تترجم الى يومنا هذا ..
دراسة استشراقية انثولوجية لقبيلة الفقرا من المنابهة هذه هو عنوان الدراسة قامت بها البعثة الفرنسية لقبيلة الفقرا في حدود سنة 1910م وبرئاسة بروفسور اسمه ibid ، وقد قام الدكتور ابراهيم السايح ( مصري) بادراج ملخص مترجم لهذه الدراسة في كتاب اسماه ( مدائن صالح... من مملكة الانباط الى قبيلة الفقرا) واصدرته دار البستاني للنشر . كما قام احد الاكاديميين المصريين بنشر هذه الدراسة على شكل حلقات في مجلة العرب . ومن الملاحظ أن مانشر في مجلة العرب لم يتم التعليق عليه من قبل المترجم بعكس ما حصلنا عليه في كتاب ( مدائن صالح ) ، حيث حرص الدكتور ابراهيم السايح على التعليق على عادات وطبيعتة قبيلة الفقرا وتقاليدها وفق الدراسة المترجمة ان من المستحسن قبل الولوج الى هذه الدراسة ، ان نلقي الضوء على عشيرة الفقرا من المنابهة من خلال الجذم الاكبر الذي تنتمي اليه وهو بني وهب ، فلقد كان بنو وهب قبيلة واحدة نشأت في كنف قبيلة عنزة الوائلية تحت رئاسة اسرة ( الطيار) وهو اقدم شيوخ قبيلة عنزة قاطبة وكانت لهذه الاسرة رئاسة فرع بني وهب كافة قبل تكاثر هذا الفرع من ضنا مسلم من قبيلة عنزة الوائلية ، وتنقسم بني وهب الى ثلاثة اقسام وهم : 1-ولد علي ويشكلون الغالبية ومنهم الطيار ، وعليه فان رئاسة بني وهب كانت في هذا القسم . وكثيراً ماكان اسم ولد علي يرادف اسم بني وهب ككل .. 2- المنابهة ومنهم الفقرا موضوع الدراسة ، ومنهم الحسنة وللمصاليخ والخماعلة . 3- الشراعبة وهولاء لم يستقلوا كقبيلة فانقسموا بين المنابهة وولد علي .
تحدثنا مصادر التاريخ في نجد وعلى رأسها مخطوطة تحفة المشتاق لابن بسام عن تواجد بني وهب في عالية نجد وجنوبه منذ القرن التاسع الهجري ، ولاسرة الطيار حوادث كثيرة في نجد وخاصة مع قبائل الظفير . تنتسب قبيلة الفقرا الى جدها راشد الحسيني من الحسنة من المنابهة من بني وهب على احد قولين ، الثاني منها – وهو الشائع - ان راشد ابن لمحسن الذي هو اخو حسين جد الحسنة المنابهة ويلتقي معه في منبه الجد الاعلى، وقد انفصلت المنابهة عن قبيلة ولد علي تحت مشيخة مستقلة متمثلة باسرة الملحم من الحسنة ، وبعد مغادرة ابن ملحم والطيار والسمير الى الهلال الخصيب ( العراق وبلاد الشام) ظهرت زعاماتين جديدتين في الجنوب هما الايدا ولهم مشيخة ولد علي والفقير ولهم مشيخة المنابهة وقد انضم غالبية من بقي من المنابهة تحت اسم الفقرا ، وخاصة من الخماعلة والحجور والصقرة واصبح الجميع من الفقرا ونزلوا مدائن صالح (الحجر) وواحة تيماء قبل مايزيد على الثلاثة قرون قادمين من المنطقة الواقعة بين القصيم والمدينة المنورة ، حيث ذكر الرحالة عبد القادر الجزيري ( ت 977هـ) قبائل بني وهب في منطقة الحناكية وحول المدينة المنورة من الجنوب والشرق في القرن العاشر الهجري مع غيرها من فروع قبيلة عنزة ( درر الفرائد المنظمة في الحج الى مكة المعظمة ) . وهناك جزء من الفقرا مع غيرهم ن قبيلة المنابهة في بلاد الشام مع شيوخ المنابهة الملحم ..
والدراسة التي تناولت قبيلة الفقرا تبدأ كالتالي :
1- تعريف بقبيلة الفقرا "قبيلة الفقرا تمثل وحدة اثنولوجية من وحدات شمال شبه الجزيرة العربية ، وهي تضم الجماعات والاسر والتي تم تسجيلها في السجلات الحكومية تحت اسم (عشيرة الفقرا) . وتعرف القبيلة بين جيرانها والقبائل المحيطة بها باسم ( أعراب الفقير) "
تعليق : ان الفقرا هم اولاد راشد الحسيني المنبهي وينقسم الراشد الى عوائل :1-الشفقة 2- الجمعات 3- المغاصيب 4- الزوارعة . وهناك من يعتبر من الفقرا ( أي يشملهم اسم الفقرا ) رغم انهم ليسوا من نسل راشد مثل الخماعلة والحجور والصقرة ، فهم من المنابهة ، واعتقد هذا ماقصده صاحب الدراسة عندما ذكر " الاسر والجماعات " ، يؤيد ذلك ماذكره المستشرق هوبر الذي زار الجزيرة العربية سنة 1884م حيث ذكر الفقرا فقال :
" قبائل الفقرا عددها تسعة وهي : المبارك - الشفقة – الحجور – الخمعلي- الصهبان " أ.هـ ( رحلة في الجزيرة العربية الوسطى للباحث الالماني شارل هوبر سنة 1884 )
ويجدر بالذكر ان ماذكره هوبر ليس دقيقاً ، والصحيح ماذكرناه في مقدمة التعليق عن اقسام الراشد ومن يطلق عليهم الفقرا ، ولكن يستفاد منه ان كلمة الفقرا الواردة في هذه الدراسة تعني ان كل من جذمي الخماعلة والحجور داخلين قبيلة الفقرا ويضاف اليهم الصقرة ، كما يجدر ان نشير الى ان المبارك هم عائلة من الشفقة وهم الشيوخ لعموم المنابهة في الحجاز ، انما احببنا ان ننبه الى ان كلمة الفقرا في هذه الدراسة تعني - اضافة الى الراشد - بطون المنابهة الاخرى مثل الخماعلة والحجور والصقرة .. نواصل ماذكرته الدراسة : " وتتفق هذه القبيلة ( أي الفقرا) مع القبائل العربية الأخرى في وجود شيخ على رأس بنيانها العام ، ولهذا الشيخ اليد العليا في في ادارة شؤون القبيلة . ولكنها تختلف عن في التقسيم الداخلي عن النظام الشائع في قبائل شبه الجزيرة العربية ، فهي تنقسم إلى ( أفخاذ) وليس (بطون) كما هو شائع لدى القبائل الاخرى ، والمقصود بالفخذ عند هذه القبيلة هو نفس المقصود بالبطن" انتهى...
تعليق : هنا تبدأ اول عيوب هذه الدراسة ، فالباحث ألذي اجرى الدراسة لم يعلم ان الفقرا جزء من المنابهة من عنزة ، وليست قبيلة مستقلة ، بل هي ضمن قبيلة عنزة الكبرى ، ولو علم القائم بالدراسة هذا لما اظهر العجب في ان الفقرا ينقسمون الى افخاذ صغيرة بحيث بدا للباحثين وكأن الفقرا يختلفون عن بقية القبائل العربية بهذا الامر . وتستمر الدراسة في الحديث عن قدوم الفقرا الى جهات مدائن صالح والعلا نقلاً عن ابناء القبيلة نفسها في تلك الفترة : " يروى ان مؤسس هذه القبيلة ( الفقرا) كان يسكن جنوب العلا ، حيث ان اقليم مدائن صالح كان يحتله آنذاك قوم آخرون من العرب . والسكان الاوائل لهذا الاقليم هم المعروفون بعرب ( الظفير) وكانو قد نزحوا من الجنوب . ولم يتمكن هولاء العرب من صد هجمات قبائل بني هلال ، وبالتالي هرب الظفير الى العراق خوفا من بطش بني هلال الذين استمروا في مدائن صالح حتى هاجروا الى تونس وجاء الفقرا بعد رحيل بني هلال " انتهى .. بتصرف للاختصار تعليق : يبدوا ان أصحاب الدراسة الفرنسيين أخذوا هذه المعلومات من بعض رواة الفقرا المعاصرين للدراسة ، وماذكره الرواة ليس دقيقاً وان لم يكن خاطئاً تماماً ، فقد كان بنو هلال بالفعل متواجدين حول مدائن صالح وتيماء ، وقد اكدت كتب التاريخ ذلك ، الا أن قبائل قيس ومنها بنو هلال وغطفان كانوا سابقين لعرب الظفير ( من بني لام من طيء) وليس كما ذكرت الدراسة ، وقد ذكر غير واحد من المؤرخين ومن ضمنهم ابن خلدون ان بني هلال وغطفان ذهبوا الى افريقية( تونس) وحل محلهم قبائل طيء ومنهم انحدرت قبائل بني لام وشمر والظفير وبني صخر وقد ذكر القلقشندى ( من علماء القرن الثامن) في كتاب صبح الأعشى ان تيماء هي حاضرة طيء ، كما ذكر القلقشندى ( ت 821هـ) وادي القرى( العلا ) وان سكانه هم بني جعفر بن علي بن ابي طالب ، ومن المؤكد ان سلطة قبيلة طيء ( بني صخر والظفير) قد امتدت من تيماء حتى العلا وخاصة ان بني جعفر قد نزحوا الى مصر واخلوا ديارهم . اما قبيلة الظفير فقد نزحت إلى العراق من منطقة جنوب نجد وليس من العلا ، وهناك مؤشرات ترجح لدي أن واحة العلا بالنسبة لقبيلتي الظفير وبني صخر ، مثل واحة خيبر بالنسبة لقبيلة عنزة ، فسكان العلا هم من بقايا العبيد الذين كان يعملون على نخيل يمتلكه ابناء هاتين القبيلتين كحالة قبيلة عنزة في خيبر ، والدواسر في وادي الدواسر ، وشهران في بيشة ، حيث يقطن الظفير اساسا في صحاري نجد كبدو رعاة ومن ثم ياتون الى العلا كل سنة وقت الجداد كما هو شائع . اما عن قدوم الفقرا الى منطقة وادي القرى ومدائن صالح فالمرجح انه في اوئل القرن الثاني عشر الهجري ، وفي الوقت الذي كنت قبيلة المنابهه وحتى بني وهب تحت مشيخة اسرتي الطيار والملحم العريقتين ، فقد ذكر احد مؤرخي الدولة العثمانية وهو ابن كنان في كتابه ( يوميات شامية) ان العلا كانت تحت مشيخة رجل اسمه ( الدبيس) دون اشارة من المؤلف لقبيلة عنزة ، غير انه ذكر في حوادث سنة 1111ﻫ ان عرب عنزة هاجموا الحجيج في العلا ونهبوا الصرة المخصصة لشيخ الاعراب المكلف بحماية الحجيج وهو من الشام واسمه ( كليب) واعتقد انه من طيء حيث كان للفضول وبني لام منهم السيادة في منطقة الشام قبل أن ترث سيادتهم قبيلة عنزة الوائلية في تلك المناطق . وتواصل الدراسة سردها في التعريف بقبيلة الفقرا وتتحدث عن قوة الفقرا مقارنة بالقبائل المجاورة : " على الرغم من قلة اعداد الفقرا قياساً بغيرهم من الجيران في هذه المنطقة ، فانهم قد تمكنوا من من احتلال نطاق واسع من الارض لايتفق مع مع عددهم القليل في المنطقة . واشتهرت هذه القبيلة بين جيرانها بالقوة والشجاعة"
تعليق : عدد عشيرة الفقرا ( ابناء راشد) قليل لدرجة انهم يعتبرون شبه عائلة ، لاسيما في تلك الفترة التي اجريت فيها الدراسة سنة 1910م ، وهنا يعتبر أعضاء البعثة الفرنسية قبيلة الفقرا قليلة رغم انهم يدرسون قبيلة الفقرا مضافا اليها ابناء عمومتهم من المنابهة ( الخماعلة والحجور والصقرة) ، وقوة الفقرا والتي يبدو من خلال النص السابق أنها قد اثارت استغراب افراد البعثة بالقياس على العدد ، انما هي امتداد لقوة ونفوذ قبيلة عنزة على العموم والتي أجمع المستشرقين على انها اقوى قبائل العرب قاطبة في تلك الفترة . واشار المستشرق السويسري بوركهادر الى قبيلة الفقرا فقال : " تنتمي قبيلة الفقرا الى ولد علي في الحجر ويعرف ابناء الفقرا بالشجاعة " أ.هـ ( البدو الوهابيين – جون لويس بوركهارد 1810م ) ونسب الفقرا الى ولد علي هو خطأ من الطبيعي ان يقع فيه من هو مثل بوركهارد ، وسبق ان اشرنا ان اسم ولد علي قد شمل اسم بني وهب في مرحلة من تاريخ هذا الجذم الكبير من قبيلة عنزة .
2- الوضع الاقتصادي لقبيلة الفقرا
المنطقة التي تعيش فيها قبيلة الفقرا تماثل السواد الاعظم من المناطق الصحراوية في شبه الجزيرة العربية. وتقوم الحياة الاقتصادية للقبيلة على الرعي بصفة أساسية الي جانب بعض الموارد الزراعية في المناطق الصالحة والتي ترتكز بالنسبة للفقرا في نطاق ( خيبر)..أ.هـ
تعليق : واحة خيبر هي في الواقع لكل عنزة وليست مقتصرة على الفقرا والمنابهة ، وقد اشارت الدراسة في الحاشية الى عبارة ( أن هناك ثلاث قبائل اخرى مختلفة تشترك مع الفقرا في ملكية خيبر ) واعتقد ان المقصود بهذه القبائل هم ولد سليمان وولد علي والشملان ، ومنطقة شمال الحجاز من العقبة شمالاً حتى الحجر ( مدائن صالح) منطقة غير صالحة للرعي نظرا لقلة الكلاً والماء ، لذلك كان على افراد قبيلة الفقرا قطع مسافات طويلا شرقا الى حيث نجد ( جبل شمر) حيث تنزل قبائل اخرى من عنزة مثل ولد سليمان والسلقا ( البجايدة والشملان) ، او الى الجوف شمالاً حيث الرولة واخوانهم الجلاس القسم الاكبر في قبيلة عنزة الوائلية ، وقد أورد المستشرق السويسري بوركهارد في ملاحظاته سنة 1815ﻡ عن شمال الحجاز مايلي عن قبيلة عنزة وهو يقصد قبيلتي ولد علي والمنابهة : " تسكن قبيلة عنزة الصحراء من جنوبي العقبة وحتى الحجر، ويظل البدو في حالة عدم استقرار على طريق الحج . ويتخذون أماكنهم في الاجزاء الشرقية نحو جبل شمر والقصيم" انتهى كلام بوركهارد ..... اما سبب احتفاظ الفقرا بمنطقة الحجر على الرغم من كونها غير كافية لممارسة الرعي ، فانه يعود الى ماتعطيه الدولة العثمانية من اموال للقبائل القاطنة على خط الحج ، مما ساهم في تحسين الوضع الاقتصادي لقبيلة الفقرا ، وهو ما أكدته البعثة الفرنسية التي نحن بصدد التعليق على ماكتبت عن قبيلة الفقرا ، حيث ذكرت الدراسة عن موارد الفقرا مايلي : " الى جانب الموراد التي يأخذها الفقرا من خيبر ، فانهم يأخذون من سكان تيماء والعلا مبلغاً سنوياً كفريضة على كل بيت من هذه المناطق ويعرف هذا الحق باسم ( الخاوة) ، وهناك مورد آخر يتمثل في في موسم الحج ومن خلال الحجاج السوريين الذين يتعين عليهم المرور من الاراضي التابعة للفقرا أثناء سفرهم من سورية للأراضي المقدسة ، وعلى كل حاج ان يدفع مبلغاً كبيراً من المال للقبيلة حتى يسمح له بالمرور " أ.هـ
تعليق : كانت حاضرتي تيما والعلا في وقت هذه الدراسة تابعة لحكام نجد من اسرة ( الرشيد في حائل) وقد انتاب هذه الاسرة الضعف سنة 1910م مما اتاح للفقرا السيطرة على العلا وتيماء وفرض الاتاوة على الحاضرتين حتى استولى الملك عبد العزيز على حائل سنة1922م ، وسيطر شهاب الفقير ( من شيوخ الفقرا) على تيماء الا ان ابن رمان ( من قبيلة شمر ) استطاع ان يحكم تيماء بدعم من الملك عبد العزيز رحمه الله ، وبقي ابن رمان حاكماً مستقلاً حتى جاء عهد عبد الكريم الرمان الذي قتل سنة 1951م فقام الامير خالد السديري رحمه الله باحتلال تيماء ودخلت التشكيل الاداري كمحافظة تابعة لمنطقة تبوك .. واغلب سكان تيماء هم من حواضر نجد ( خصوصاً القصيم وحائل ) الذين كان ابن رشيد يستعين بهم لادارة البلدة في القضاء والتدريس وامامة المساجد وغيرها ..
3-السلطة القضائية والسياسية لقبيلة الفقرا " على الرغم من وجود الحكومة ( الدولة العثمانية) فان النظام الاداري والقضائي للقبائل يعتمد على النظم والاعراف القبلية. فلايزال الشيخ يمثل رأس النظام السياسي والقضائي في قبيلة الفقرا ، ولازالت للشيخ في القبيلة كلمة لاترد ، ولايزال يدير شؤونها بالعقل والحكمة وحسن التدبير . ولايجرء أحد على مخالفته ، وفيما يتعلق بآليات الحياة اليومية للشيخ فتتسم بالهدوء والاستقرار ، فهو يجلس في خيمته ويدير النقاشات والحوارات في شؤون القبيلة . ويمارس الشيخ في هذه الحالات دور القاضي الأعلى . وفيما يتعلق بطرق التقاضي عند قبيلة الفقرا ، فان هناك وسائل عديد للتوصل للحق في المنازعات التي تعرض للفصل فيها . ومنها الاستعانة بشهادة أثنين من الشهود ، واذا لم تكن شهادته كافية ، يتم اللجوء الى القسم بالله ، ويتم قبول القسم مالم يكن هناك ثلاثة شهود يواجهون هذا القسم بما يفيد بعكس محتواه ، وكانت هناك ( رزقة) لمن يتولى وظيفة القاضي الفرعي ، وهي تعطى للقاضي عادة من جانب المدعي ، وفيما يتعلق بشيخ قبيلة الفقرا الحالي فان الشيخ مطلق والذي اصبح شيخا طاعنا في السن ، لايمكنه الآن المشاركة في الجهود الحربية والغزوات ، وبعد ان يقوم بمهامه اليومية المعتادة في الشؤون القضائية العليا ، لايتبقى له سوى الخلود للراحة في منزله المفضل والاسمتاع بما انعم الله عليه من سبل الحياة. في الى جانب مايمتلكه هذا الشيخ من ال.ات والدواب وبعض الحدائق في خيبر ، فانه ينعم بجانب ذلك بمخصصات مالية شهرية قررتها له الحكومة " أ.هـ بتصرف بسيط للاختصار
تعليق : تتحدث البعثة الفرنسي هنا عن وضعية القضاء عند الفقرا سنة 1910م ، وفي وقت لازالت القبيلة هي المرجع السياسي والاجتماعي للفرد ، وشيخ القبيلة هو حاكم اعلى للافراد من قبيلته واتباعهم ، ومن الواضح ان نظام الفقرا في ذلك الوقت يمثل عودة النظام العرفي المتأثر ببعض النظام الاسلامي مع بعض السلبيات ، كما يؤكد هذا النص وجود القاضي الفرعي والذي يعينه شيخ القبيلة للقضاء على ان يأخذ هذا القاضي أجره من المدعي ، وهي عادة باطلة كانت منتشرة في نجد وخصوصا الحواضر ويبدوا انها قد عادت في ذلك الزمن قبل حكم الدولة السعودية الحالية ، وقد تحدث عن هذه العادة الدكتور عبد الله بن صالح العثيمين في كتابه ( الشيخ محمد بن عبد الوهاب) ، ونقل عن الشيخ أنها رشوة وحرمه . اما شيخ قبيلة الفقرا في ذلك الوقت والذي أشارت الدراسة اليه ، فهو الشيخ مطلق بن الحميدي بن مسعد بن بنيه بن مبارك رحمه الله ، وتعرف اسرته باسرة المبارك وهم شيوخ قبيلة المنابهة في الجزيرة العربة ، وشيخ القبيلة الحالي هو حفيده الشيخ فهد بن سلطان بن صالح بن مطلق الفقير ، وقد عمر مطلق كثيرا ويقال انه توفي عن 130 عاما . من الواضح ان الدراسة أشارت الى ثروة الشيخ مطلق وحياته الاجتماعية فجاء فيها : " تزوج الشيخ مطلق أكثر من عشرين زوجة وكون اسر كبير العدد بالتالي ، وان كان لايحتفظ الآن الا بزوجة واحدة . وللشيخ خمس بنات لازلن على قيد الحياة ( سنة1910م) وله ايضا ولدان من أصل خمسة عشر ومات الثلاث عشر الآخرون في الحروب والغزوات "
4-الحياة الدينية لقبيلة الفقرا تناولت الدراسة – فيما تناولت – الحياة الدينية لقبيلة الفقرا ، ومما جاء : " قبيلة الفقرا من الكيانات التي تنتي الى الكيان العربي الاصيل وليس الوافد ... وقبيلة الفقرا تتميز بقربها - من الموقع – من مدينتي مكة الكرمة والمدينة المنورة ، والدين الاسلامي يمثل امراً بالغ العمق في نفوس ابناء الفقرا ..وبدو قبيلة الفقر اكثر تدينا من ابناء القبائل الاخرى بسبب قربهم من المدينتين المقدستين ، كما ان عقيدتهم خالية مما يشوب عقيدة الاخرين حيث انهم يعرفون الله بدون وساطة ، فهم لايعترفون بالأولياء الصالحين والمزارات والموالد وهم فوق هذا لايعرفون السيد الخضر الذي لعب دوراً في عبادات انصاف البدو في البلقاء وفلسطين " أ.هـ ( باختصار وتصرف بسيط ) تعليق : يصف افراد البعثة الفرنسية مدى حرص الفقرا على التمسك بالدين الاسلامي ، ويبدوا هذا طبيعياً لقبيلة عربية في جزيرة العرب ، الا ان الملاحظ ان الدراسة استنتجت ان الفقرا ذوي عقيدة سلفية ، وهو مانلمسه من خلال ملاحظة ان الفقرا يعبدون الله دون وساطة او قبور او غيرها ، وقد بدا الي ان الدراسة ذات قصور في فهم طبيعة العرب ومذاهبهم الدينية في الفترة التي اجريت فيها الدراسة ، فالدراسة تعزو صفاء العقيدة عند بدو الفقر كونهم قريبين من المدينة المنورة ومكة المكرمة ، وفي نظر الباحثين ان هاتين المدينتين هما منبع الاسلام ، وبالتالي فصورة الاسلام النقية هي في المدينتين بحسب هذه الدراسة .. بيد ان هذا غير صحيح ، فمكة المكرمة والمدينة المنورة كانت تعج بالقبور والاضرحة قبل النفوذ السعودي الحديث ، وقد شكل الوافيدن الى المدينتين العديد من الفرق الصوفية في الحجاز التي لم تنتهي الا في عهود قريبة ، بل ربما مازال بعض هذه الفرق موجودة حتى زمننا هذا ، وعليه فلاصحة اذن ان السبب في سلفية قبيلة الفقرا كونهم بقرب المناطق المقدسة ، بل الصحيح ان الفقرا تأثروا بالمذهب السلفي منذ حكم الدولة السعودية الاولى ، وعند قيام الامرة الرشيدية في جبل شمر كانت ديار الفقرا ضمن نفوذهم ، والحكم الرشيدي ينتهج المذهب السلفي وان كان اقل في الالتزام من الحكم السعودي حاضن هذا المذهب ، لذلك كان الفقرا متمسكين بشدة – مقارنة بمن حولهم – بالدين على منهج السلف كما ظهر في الدراسة ، والفقرا حتى وان كانت ديارهم قريبة من المدينة المنورة الا انهم مرتبطين ايديولجيا وثقافياً مع مدن مثل حائل ( مركز الحكم في وقت الدراسة ) والمدن الشمالية التابعة لها مثل الجوف وتيماء أكثر من ارتباطهم بالمدينة المنورة فضلا عن مكة المكرمة ... وحكم آل رشيد كان فيه نوع من القبلية والقصور وان كان يقوم في احد جوانبه على الدين وحمل الشعب على اظهاره ، كالزام الناس في الصلاة جماعة ، الا ن ان الحكومات الرشيدية لم تكن لتلزم الافراد او تستنفر اذا انتشر شيء من مخالفات الدين الاسلامي على ضوء مدرسة السلف ، كما كانت ولاتزال الحكومات السعودية ، فقد اورد افراد البعثة الفرنسية بعض المخالفات الشرعية عن قبيلة الفقرا والتي تناقض بعض جزئيات المنهج السلفي منها تعليق بعض الاحجبة لدفع الضرر او جلب المنفعة ، كما انتقدت الدراسة ايمان ابناء الفقرا بمسألة العين ( الحسد ) وايمانهم بأبليس ( الشيطان ) على انه عدو للبشر ، ويعطينا هذا اثباتاً آخرًا على قصور الباحثين الذين اجروا هذه الدراسة ، وعدم اكتمال معلوماتهم عن الدين الاسلامي حيث ان العين والايمان بعداوة ابليس لبني آدم ثابتة بالكتاب والسنة ..
5- الاوضاع الاجتماعية تحدثت الدراسة عن امور قبيلة الفقرا الاجتماعية من زواج وطلاق وميراث ، ومكانة المرأة في القبيلة ، اضافة الى عبيد القبيلة ومواليها وطرق معاملتهم .. واشاروا الى ملاحظة لاتقتصر على قبيلة قبيلة الفقرا وحدها ، بل هي ظاهره في كل المجتمعات البشرية القبلية ،الا وهي نظرة الناس الى الانثى حين تولد ، حيث لاتظهر مظاهر الفرح نفسها عندما يكون المولود ذكراً فمما جاء في الدراسة : " ففي قبيلة الفقرا لا يصاحب ميلاد الانثى أية مظاهر للفرح او السعادة او حتى الرضا . والام نفسها تستقبل ميلاد الطفلة بنفس منكسرة وكلمات حزينة ولاتتلقى اية تهنئة بميلاد الانثى سوء من داخل الاسرة او من الجيران او العشيرة " أ.هـ تعلق : بصرف النظر عن هذه المبالغة ، الا اننا يمكن ان نقول ان في ذلك شيء من الصحة ، ففي مجتمع آمن يتوزع الافراد وظائف الانتاج فيما بينهم ، ويبقى المجهود الدفاعي للمجتمع مقتصراً على قلة محترفة تعمل في سلك الشرطة او الجيش ، ويختلف هذا عن المجتمعات الغير آمنة ، وخصوصاً وضع قبيلة الفقرا في الفترة التي اجريت فيها الدراسة ، حيث كانت الحكومة الرشيدية في حائل نفسها مصدر تهديد للقبيلة ، حيث ان الفقرا لم يكونوا من الموالين لآل رشيد ولم تكن العلاقة بين الطرفين في وئام ، وكغيرها من القبائل العربية فان نشاط الفقرا الكلي كان حربياً ، فكل مولود يولد سيجد نفسه وقد تدرب على الرمي بالسلاح وركوب الخيل استعداداً للموت في سبيل سمعة واستقلال قبيلته التي يراها مرجعه السياسي والاجتماعي ، ويرى شيخها واميرها هو اميره ولا يوالي غيره ، وبيئة اجتماعية مثل هذه البيئة لاتقبل الضعيف من الرجال ، فمابالنا اذا كان بالانثى التي يعتبر الضعف سمة مميزة لها ، وهذا يفسر حالة الامتعاض من كون المولود بنتاً وليس ولداً ذكراً ، وعلى كلن فان هناك مبالغة من قبل الدراسة كما اشرنا وتراث قبيلة الفقرا يختزن اسماء الكثير من النساء من رموز القبيلة ، لا سيما وان الدراسة اقرت بوجود معاملة عادلة للأنثى في قبيلة الفقرا تلك الفترة ..
الزواج عن الفقرا جاء في الدراسة : " الزواج في قبيلة الفقرا يختلف عن قبائل الشمال الاخرى ، ففي قبائل شمال جزيرة العرب تبدوا عملية الزواج اشبه بصفقة تجارية .. ولا يتردد الاب في تزويج ابنتاه لمن يدفع اكثر ! .. ويختلف الوضع لدى قبيلة الفقرا حيث لايهدف الاب من تزويج ابنته الى الثراء او الاستزادة من المال . ولا يفرض الاب مهلراً معيناً على الشاب المتقدم طالباً يد ابنته " أ.هـ بتصرف بسيط للاختصار تعليق : قبيلة الفقرا جزء من نسيج قبيلة عنزة الوائلية ، والتي اغلب بطونها تتواجد في شمال جزيرة العرب بل وتمتد الى الهلال الخصيب والجزيرة الفراتية في بلاد الشام ، واهل الشمال كلمة تطلق مع ذلك على لفيف من قبائل اخرى ذكرها المستشرق بوركهارد سنة 1820م وهي التي أشارت اليها الدراسة واعتبرت الزواج عندهم من مظاهرالتجارة .. كما اشارت الدراسة الى أن قوانين الزواج عند الفقرا تسير على ذات النحو الذي ورد في الشريعة الاسلامية ، ولم تشر الدراسة الى مظهر في الزواج هو ( التعدد في الزوجات ) وهو امر يهم الأجانب كثيراً ، وتتميز قبيلة الفقرا بقلة التعدد في الزواج ولا كيف نفسر عدم التطرق لهاذ الامر نهائياً في هذه الدراسة ..
ومن الامور التي وردت عن الفقرا هي عدم تزويج من هو خارج القبيلة ، فيجب ان يكون الزوج من الفقرا وكذلك الزوجة ، كأغلب قبائل العرب ، وقد تم تفسير ذلك بشكل سطحي في الدراسة ، حيث تم عزوه الى كون ابناء قبيلة الفقرا يخشون تكاثر اعدائهم اذ هم زوجوا بناتهم لغيرهم !! الا ان الدراسة اشارت الى عامل اعمق لهذا الامر : " المرأة من قبيلة الفقرا لا تحب ان تغادر ارضها ، وحتى ان قدر لها ذلك فهي لا تتطلع لزواجها من قبائل اخرى وتعتبره حطاً من شانها . وترى ان الحياة البدوية افضل نبلاً وكرامة من حياة الفلاحين " أ.هـ اما عن الطلاق فقد ورد في الدراسة مايشير الى ان الطلاق يحصل وفق الشريعة ، ويحق للمرأة طلب الطلاق كما يحق للزوج رفض الطلب ، وفي هذه الحالة تلجأ المرأة للهروب الى بيت اهلها وتسمى هذه الحالة ( طموح ) ..
العبيد والموالي أشارت الدراسة الى ان مجتمع الفقرا يضم عدداً من العبيد والجواري ، وهم بذلك لايختلفون عن غيرهم من قبائل الطبقة الاولى العرب حيث تضم قبائل العرب كلها عدداً من العبيد الافارقة قبل ان يلغى الرق رسمياً في العهد السعودي ويصبح العبيد جزء من كيان قبيلتهم .. ويحق للشخص الذي يملك جارية ان يعاشرها ، الا ان الدراسة اكدت ان هذا غير منطبق عند الفقرا ، بل لا يتم العمل به في كل القبائل العربية الاخرى غير الفقرا ، في حين كانت الجواري الافريقيات عن اهل المدن يعاشرن اسيادهن وقد ينجبن منهن اطفالاً من هولاء الاسياد ، وعند قبائل العرب ان اراد مالك الجارية معاشرتها وجب عليه اعتاقها ومن ثم اجراء الزواج بموجب الشرع ، غير ان ذلك لم يحصل الا نادراً جداً ولم يحدث – حسب علمي – اية حالة كهذه لدى قبيلة الفقرا .. واشارت الدراسة الى ان العبد عند الفقرا مرتبط بسيده في اغلب امره ، فلايحق له الزواج الا بعد موافقته ، واذا وافق السيد – وهو مايحدث غالباً - وتزوج العبد وانجب اطفالاً فانهم اكثر استقلالية من ابيهم الذي يفترض انه جاء عبر الشراء .. وشراء العبيد يتم في اسواق معروفة في مدن الحجاز مثل مكة وجدة والمدينة المنورة حيث يتجمع ابناء العرب كل سنة للحج .. واشارت الدراسة الى القوانين المنظمة للعلاقة بين ابناء القبيلة والعبيد ، ففي حالة مقتل العبد على يد شخص من ابناء الفقرا يتعين عليه دفعة الدية او يكون معرضاً للقتل من سيد العبد ، ويعتبر دم العبد من دم ابناء القبيلة حين يكون القاتل من غير القبيلة ، فيتوجب عليهم دفع الدية او ان يكون احد افرادها معرضاً للقتل وليس فقط القاتل .. وقد يحدث وان يهرب العبد من سيده ويلجأ الى قبيلة اخرى ، وفي هذه الحالة يتوجب على القبيلة الاخرى ان تقوم بأعادته الى سيده .. وبعض العبيد تتفتق عبقرياتهم في بيئة القبيلة ، وقد يتم مكافأته بمنحه الحرية فيبقى مع القبيلة كأنه فرد منها ، وخاصة عبيد امير القبيلة او مايتم الاصطلاح عليه بانه ( عبد الشيخ ) وهو العبد الذي يثق فيه امير القبيلة ويوكل اليه بعض المهمات الادارية ويطيعه بقية افراد القبيلة كما لو كان هو الشيخ .. وبعض العبيد يقومون ببيع اولادهم الى خارج القبيلة ولاتمانع الاعراف عند الفقرا هذا السلوك من العبيد .. ويبدوا ان الفقرا اجتهدوا لتفسير ظاهرة الرق والعبودية : " يعتقد البدو من قبيلة الفقرا أن السبب في تعرض أي شخص للعبودية هو عدم طاعته لوالديه " أ.هـ
| |
|